الأساتذة المتعاقدون و إشكالية نزع الهوية "تمثلات، مواقف وآراء"




الأساتذة المتعاقدون و إشكالية نزع الهوية
"تمثلات، مواقف وآراء"



ملف منهجي حول موضوع: الأساتذة المتعاقدون و إشكالية نزع الهوية "تمثلات، مواقف وآراء"








   يعتبر ارالاستاذ  محور العملية  التعليمية التعلمية، ولا سبيل للارتقاء به إلا  بالاهتمام بالمدرس  وإعطاءه مكانته التي يستحقها علميا وماديا واجتماعيا. إذ يشكلان معا التلميذ- الأستاذ أهم ركائز العملية التعليمية التعلمية (مدرس _تلميذ_ معرفة)
لقد أولت الدول المتقدمة أهمية كبرى للمدرس، إذ جعلته في أعلى مراتب السلم الاجتماعي، واهتمت بمكانته الرمزية المقدسة وبوأتها الصدارة قبل أن تهتم بحاجياته المادية، لذلك فلا عجب أن نجد الاستاذ  يحظى بتقدير واحترام فائقين وسط المجتمع، خاصة عند الأسر التي ترسخ هذه المكانة في نفوس التلاميذ مما يعطي للأستاذ سلطة كبيرة في التعامل مع التلاميذ.
في المقابل نجد أن معلمنا الذي كاد أن يكون رسولا، قد تحول فجأة إلى رقم تأجير، في نظر القائمين على الشأن العام، وفقد قيمته المعنوية والمادية على حد سواء. فأصبح تفكيره لا يتجاوز حدود دائرة الرغيف. و بالإضافة للعنف المادي الذي مورس عليه، أصبح يعاني من عنف أخر أشد فتكا، عنف هادئ غير مرئي ومقنع. تمثله الخطط والبرامج والسياسات والتوجيهات التي توضع رسميا على مستوى جهاز الدولة من أجل هيكلة النظام التربوي.
إن أي إصلاح لمنظومتنا التعليمية رهين بإعادة الاعتبار لهذه الفئة والاستفادة من التاريخ حيث خلت كل الاصلاحات السابقة من مشروع حقيقي وفعال  ينهض بهيئة التدريس ويبوئها المكانة التي تستحقها. بعيدا عن لغة الأرقام والإحصائيات والسلالم والرتب.
فكما يقول "دوركهايم" أن الاستاذ هو الوسيلة التي تتحقق عبرها التربية، ويقر بأن العلاقة البيداغوجية التي تجمع بين المدرس والتلميذ هي علاقة سلطة، وأن هذه السلطة ليست إلا سلطة أخلاقية لا علاقة لها بالعنف والإكراه، إنما تقوم  أساسا على تأثير أخلاقي قوي يمارسه المربي على الطفل. فهذا التأثير ينبع من المكانة الرمزية التي يحتلها المدرس في صفوف المجتمع.
لذلك فلا سبيل للرقي بمنظومتنا التربوية إلا بوضع الاستاذ على رأس الأولويات، واعتماد مناهج وبرامج حقيقة تستثمر في الرأسمال البشري قبل كل شيء، من أجل غد مشرق ومستقبل زاهر.
سنتناول في هذا الدراسة المكانة الاجتماعية للأستاذ المتعاقد في المجتمع وسيتم التركيز على الفئات الأكثر تفاعلا معه ، هذه النظرة التي تتداخل فيها جملة من الآراء والمواقف لهذه الفئات، سنركز فيها على أربع فئات  فاعلة رئيسة ممثلـة فـي الأساتذة المتعاقدين والرسميين ، وكذا الطاقم الاداري والتلاميذ ، بالإضافة لآباء وأمهات التلاميذ والتلميذات في تحديد هذه، المواقف والآراء. وذلك من خلال عينة مـن الأساتذة  بمدينة زاكورة مقسمين إلى فئتين فئة الاساتذة الرسميين وفئة الأساتذة المتعاقدين.
لقداستحضرنا النموذج الإبستيمولوجي السيكولوجي الرباعي الأبعاد كمرجعية منهجية مؤطرة للبحث:



القسم الأول: الجانب النظري للبحث
1.                   إشكالية البحث
     يعد التعليم أحد أهم المؤشرات المعتمد عليها عالميا في تقدم أو تخلف المجتمعات، إذ يقاس مدى تقدم الدول بمدى ما توليه من عناية واهتمام بهذا المجال الحيوي، من خلال إعداد المناهج بما يتلاءم والخصوصية التاريخيـة والثقافيـة للمجتمع، وتكوين وتدريب الأساتذة بما يتوافق ومتطلبات المدرسة الحديثة، بهدف تحقيق التنميـة الشـاملة علـى كـل الأصعدة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، بدءا بتنمية الفرد مـن جميـع جوانـب شخصـيته المعرفية والسلوكية والوجدانيـة والاجتماعية ، حتى يكون عضوا فاعلا في المجتمع المراد تنميته.إن تحقيق هذا الهدف يقودنا إلى الحديث عن أهم طرف في العملية التعليمية ألا وهو الأستاذ، الذي يعد العنـصر الفعال الذي يتوقف عليه نجاح العملية التعليمية والتربوية في بلوغ غـاياتها وتحـقيق دورهــا فـي بنـاء المجتمـع وتطويره، وهذا طبعا لن يتأتى إلا من خلال توفير الظروف المناسبة والسبل التي تعينه في أداء مهمته على أكمل وجه، ذلك أن توفير الظروف المناسبة للأستاذ وبخاصة داخل إطار المدرسة من شأنه أن يعزز لدى الأستاذ الدافعية في تحسـين أدائه وتطويره وترسيخ صورة جيدة له في ذهنية المتمدرسين، هذه الصورة التي سيكون لها دور فعال في تحديد مكانته داخل حدود المدرسة وخارجها إما بالإيجاب أو السلب.
وبناء على ما سبق ذكره يمكن القول أن هوية (مكانة) الأستاذ الحالية لم تعد كما كانت عليه في السابق، إذ عرفـت فـي السنوات الأخيرة تراجعا ملفتا للانتباه يجعلنا نتساءل عن الأسباب والعوامل الكامنة وراء تراجع هذه المكانة، ومنه نقول أن هوية الأستاذ ما هي إلا حصيلة تفاعل جملة من العوامل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمهنية، ومـن خلال هذه الدراسة سنحاول التركيز على العوامل  السياسية ،الاجتماعية والمهنية التي أدت إلى نزع هوية الأستاذ في المجتمع  لاسيما الأستاذ المتعاقد.
وعليه نطرح تساؤل الدراسة كالآتي: ما هي العوامل الأكثر تأثيرا في نزع هوية الأستاذ المتعاقد حسـب تصـورات ومواقف وآراء كل من الاساتذة الرسميين ، والاساتذة المتعاقدين حول علاقة الأستاذ المتعاقد مع كل من زملائه الرسميين ،الادارة التربوية، التلاميذ والأباء.
1.  أهداف البحث:
     لا شك أن أي عمل لا يخلو من هدف سواء كان مباشرا أو ضمنيا ، و لذلك فأهداف بحثنا هي  الوقوف على تمثلات، مواقف وآراء أهم الفاعلين في حقل التعليم حول  أسباب نزع الهوية (نزع الملكية) عند الأساتذة الموظفين بموجب عقود .
ü    رصد تمثلات ـمواقف وآراء الطاقم الاداري اتجاه الأستاذ الموظف المتعاقد.
ü    رصد تمثلات ـمواقف وآراء الأساتذة الرسميين اتجاه الأستاذ الموظف المتعاقد.
ü    رصد تمثلات ـمواقف وآراء التلاميذ اتجاه الأستاذ الموظف المتعاقد.
ü    رصد تمثلات ـمواقف وآراء آباء وأمهات التلاميذ اتجاه الأستاذ الموظف المتعاقد.
ü    اقتراح حلول من أجل الرفع من مكانة وقيمة الأستاذ الاجتماعية والرقي بالمنظومة التعليمية.
2.                   فرضيات البحث :
الفرضية المركزية
     تمثلات واراء وتصورات الفاعلين  الأساسيين في الحقل التربوي تبرز تدني وانحطاط المكانة الاجتماعية والسلطة الرمزية للأستاذ المتعاقد.
الفرضيات الفرعية
§         ينظر الاساتذة الرسميون للأستاذ المتعاقد  على أنه في وضعية نفسية هشة وغير مستقرة وغير محمي قانونيا واجتماعيا.
§         نظرة الإدارة للأساتذة المتعاقدين نظرة استغلال ومجال لتكريس السلطة.
§         نظرة التلاميذ للأساتذة المتعاقدين نظرة احتقار وانتقاص ومدخلا للعنف. المدرسي.
§         يعتبر الآباء الأساتذة المتعاقدين غير قادرين إيصال المعرفة والتربية لأبنائهم بالشكل الجيد.
3.        تحديد مفاهيم البحث:
X     مفهوم المكانة:
    يشير مصطلح المكانة عموما الى نص او مجموعة من النصوص التي تحدد وضعية فرد او جماعة في نسق اجتماعي ما، مع تحديد الضمانات الأساسية المرتبطة بهذه الجماعة . بينما اذا رجعنا الى معجم علم الاجتماع نجد بيار أنصارpierre ansart  يعرف المكانة بانها مجموع الوضعيات الاجتماعية التي يحتلها فرد ما والادوار المرتبطة بها.[1] بينما ذهب عالم الاجتماع جون ستوتزل johne stoetzel  الى ان المكانة الاجتماعية هي جملة التصرفات والافعال التي يحق صاحب المركز توقعها من الاخرين. ومن خلال تحليلنا لما جاء في هذا التعريف للمكانة ان ستوتزل ربط المكانة بالدور الاجتماعي  rôle social   الذي بتألف على حد تعبير "غي روشيه " من قواعد ومعايير يخضع لها فعل الافراد الذين يحتلون مكانة او وظيفة خاصة في جماعة من الناس او مجتمع ، هذا الدور يحدد المناهج التي بتجاوزها الاختلافات والتكيفات الفردية، تعمل على توجيه فعل الافراد الذين يحتلون مكانة اجتماعية معينة
X     مفهوم الهوية:
  الهوية في مفهومها الاصطلاحي، قد تناوله علماء النفس و الاجتماع الانتروبولوجيا ونظرا للزخم الهائل من التعريفات التي تتقاطع بين النفسانيين و الاجتماعيين و الأنتروبولوجيين فإن تعريف TAP قد يكون ملما بعض الشيء لهدفنا من هذا الموضوع إذ يقول الهوية هي مجموعة المميزات الجسمية و النفسية و المعنوية و القضائية والاجتماعية و الثقافية التي يستطيع الفرد من خلالها أن يعرف نفسه و أن يقدم نفسه أن يتعرف الناس عليه، أو التي من خلالها يشعر الفرد بأنه موجود كانسان له جملة من الأدوار و الوظائف و التي من خلالها يشعر بأنه مقبول و معترف به كما هو من طرف الآخرين أو من طرف جماعته أو الثقافة التي ينتمي إليها

X     مفهوم السلطة الرمزية:
   ينطلق بيير بورديو في مفهمته للسلطة الرمزية من تقسيم العالم الاجتماعي إلى مجموعة من الحقول، والبحث في كيفية اشتغال حقول ذلك العالم الاجتماعي وذلك لفهم طبيعة عملها والمنطق الداخلي الذي يسيرها،وفي علاقته الجدلية بمفهوم السلطة. يقول بورديو: "إن السلطة ليست شيئا متموضعا في مكان ما إنما هي عبارة عن نظام من العلاقات المتشابكة ،ونجد أن كل بنية العالم الاجتماعي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار، من أجل فهم آليات الهيمنة والسيطرة.[2]
    اعتمد بيير بورديو في تصوره لمفهوم السلطة الرمزية على الكثير من الدراسات النظرية والبحوث الميدانية والتي أفضت إلى أن السلطة الرمزية تقوم دوما على الاختفاء: "السلطة الرمزية هي سلطة لا مرئية ولا يمكن أن تمارس إلا بتواطؤ أولئك الذين يأبون الاعتراف بأنهم يخضعون لها بل ويمارسونها".[3] ولكون هذه السلطة غير مرئية فتأثيرها أشد وقعا لأنها تستهدف المستوى النفسي والذهني للفرد بطرق وأساليب منظمة مبنية على التستر وراء الأقنعة المعتادة كالتقاليد والقوانين وما هو شائع بين الناس.
X            مفهوم العقد
تعريف العقد في اللغة:
  أصل العْقد الالتزام والضمان والعهد، والعقد من الفعل عقد، ومنه عَقد العهد يعقده عقدا بمعنى أكد الالتزام به.
  والعقد له معاني عديدة منها الالتزام والضمان والعهد والشد والبناء والحساب والتوثيق.
تعريف العقد في الاصطلاح:
  عرف الزحيلي العقد بمعناه العام بأنه  "كل ما عزم المرء على فعله سواء صدر بإرادة منفردة أم احتاج إلى إرادتين في إنشائه[4]
X     مفهوم عقد الاذعان
  عرف البعلي عقد الإذعان بأنه  "العقد الذي يملي فيه أحد طرفيه شروطه ويقبلها الطرف الآخر دون أن يكون له حق مناقشتها أو تعديلها [5]
   وعرف محمد علي القري بن عيد( 6) عقد الإذعان بأنه: "العقد الذي تكون فيه الصيغة من صيغ إبرام العقود التي تعتمد على نموذج نمطي للعقد يعده أحد طرفي العلاقة التعاقدية بصورة منفردة ويعرضه على الطرف الآخر الذي ليس له إلا الموافقة عليه كما هو أو رفضه دون أن يكون له أن يغير في العبارات الواردة فيه أو الشروط والأحكام  .[6]
"  عقد يقوم على اتفاق، يضعه أحد طرفي العقد، ويوجب على الطرف الآخر قبوله مطلقا .أو رفضه مطلقاً، ولا تكون هناك مساومة بين الأطراف حول بنود العقد"        [7]    








اظغط هنا لتحميل الدراسة كاملة
طريقة التحميل الملف من الرابط الاصلي

هل أعجبك الموضوع ؟

Aucun commentaire:

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *

موقع علم النفس المغرب للدكتور عبد الرحيم عمران