ما هو علم النفس الاجتماعي:[1]
كل
شيئ سوف يكون سهلا اذا إستطعنا ان نقول بدون تردد: يوجد الفرد ويوجد المجتمع. بكل
وضوح نقولها لكم على الاصح الف مرة، وتبدون مستوعبين، بل ترون ما تشير اليه هذه
الكلمات. نقبل جميعا ان هاتين العبارتين منفصلتين، كل واحدة مستقلة عن الاخرى
ويمكن ان نعرف احداهما دون معرفة الاخرى، كعالمين مختلفين، ان قوة هذه النظرة لا
حياد عنها، وكذلك الفرق التي تعالجه: الفرد يتم اختزاله فيما هو عضوي، والمجتمع
مختزل في المؤسسات واجهزتها. وايضا من جهة فالاول وحيد (فريد) ومن جهة اخرى نجد
الثانيمتعدد او جماعي. ولهذه النظرة اثر الفناه منذ مدة: مدخل التشارك الذي يحيل
الفرد الى علم النفس، والمجتمع الى الاقتصاد او الى علم الاجتماع. هذه النتيجة
يعبر عنها غالبا تحت شكل اكثر تجسدا: التحليل النفسي يهتم بالفرد والماركسية
بالمجتمع، فمدخل من هذا النوع يوضح الافكار ويساهم بفاعلية على التعايش الهادف
للعلوم والنظريات.
التشارك
الذي اتيت على وصله والذي لست بحاجة للالحاح عليه، قد الفتموه، يخضع لمنطق يتناسب
مع الواقع في الحالات القصوى. لكن من البداهة القول بعدم وجود الفرد منعزلا عن
الشبكة الاجتماعية، وانه لا يوجد مجتمع الا وفيه مختلف الافراد،مثل اي قطعة من
مادة تتكون من ذرات. علاوة على ذلك نحن نلاحظ في داخل كل فرد، يعيش مجتمع: مجتمع
شخصياته خيالية (افتراضية) او حقيقية، كالابطال المعجب بهم، اصدقائه، اعدائه،
اخوته، اباؤه...الذي يغذي معه حواره الداخلي المستمر، ويصل معهم حتى الى ربط
علاقات دون ان يعي ذلك. اذ عندما نقول، هناك فرد وهناك مجتمع، فاننا نمر بجانب
التجربةالمشتركة التي يتوفر عليها كل العالم تقريبا.
لقد
جعلتموني الاحظ انه ليس من الصعب كثيرا، ان كل تحليل وكل تفسير يخبر عن ما هو
تجريد وهذا ما نفعله دائما في الاقتصاد عندما نتحدث عن السوق منفصلا عن القدرة الشرائية،
او في علم النفس عندما نصف الافكار في انفصال عن الاحاسيس. نعم وبدون شك، لكن هذا
التقاسم له معنى يحجب واقعا اوليا، وجوده لا يتغير ونجظ اثاره في كل مكان. فصراع
لا يستثني بكل وضوح، لا التوافقات المؤقتة ولا السلامة المستدام.
اذا
كان لعلم النفس الإجتماعي سببا للوجود كعلم ولزوما خاصا به، سيجده علما رائدا
يحاول ان يجيب بواسطة الدراسات المنجزة في مجالات واقعية، على مجموعة من الاسئلة
الدافعة التي يطرحها الاشخاث. الفزياء يجيب على السؤال: ما معنى المادة او الحركة؟
البيولوجيا: ما هي الوراثة؟ ولماذا الحياة؟ علم الكونيات: ما هو اصل الكون؟ وهكذا،
ونفس الامر، في علم النفس الاجتماعي-على الاقل حسب رأيي- قديما كما اليوم نهتم
بنفس المشكل ”لماذا الصراع بين الفرد والمجتمع؟” ولا يوجد علم اخر تطرق بطريقة
مباشرة لهذا الصراع، كما لم يهتم به اي علم بطريقة معمقة. والعلوم التي تقوم بذلك
هي قريبة من علم النفس الاجتماعي، كاتحليل النفسي عندما اهتم بظواهر الحشد. منا
تلك المتعلقة بالتاريخ عندما درست الظواهر الذهنية، والعكس صحيح ايضا، فكل المرات
التي نسي خلالها علم النفس الاجتماعي هذا المشكل لدراسة جنب الى جنب ةبدون مبالغات
ما هو اجتماعي، او ما هو فردي، كما في الولاياة المتحدة والامريكية اليوم، فهو
يعقد ”شخصيته” فيتحول الى ملحق غير نافع، لعلم اخر.
فالصيغة
الاولى لعلم النفس الاجتماعي: علم النفس الاجتماعي هو علم الصراع بين الفرد
والمجتمع. ويمكن اضافة المجتمع الخارجي والمجتمع الداخلي. امثلة حول الصراع
الاورتودوكسي، نقاشات جماعة او فريق من اجل الوصول الى قرار معين، احتواء فرد
بواسطة حشد... الى هنا لقد رأينا جدول كبير ومفتوح بشكل واسع ما امكن. الآن يجب
اغلاقه من اجل استغلال بشكل جيد وبدقة اكثر مجال علم النفس الاجتماعي. باختصار،
بعد رؤية المشكل الذي يجيب عليه علم النفس الاجتماعي، يجب ان نثمن الظواهر التي
يهتم بها وبالاحرى التي يهتم بها الاخصائيين النفسيين الاجتماعيين عندما يخرجون
الى الميدان او في المختبرات. في كلمة واحدة ما هو موضوعه؟
كما
تتخيلون، ليس هناك توحد على هذه النقطة. لكنني اعتقد اليوم، وخاصة مع التخلي عن
السلوكية، فان الذين يتفقون مع تعريف الذي اعطيته في سنة 1970 سوف يعرف ارتفاعا اكثر: ”وسأقوم بإعادة صياغته،
كتبت اذن، كموضوع مركزي خاص بعلم النفس الاجتماعي جميع الظواهر التي لها صبغة
ايديولوجية وتواصلية مرتبة حسب بنيتها ووظيفتها”. في ما يخص الاولى (الظواهر
الايديولوجية) نعلم انها تتكون من انظمة من التمثلات والاتجاهات، ترتبط بها جميع
الظواهر المعتادة من الاحكام الاجتماعية والعرقية المسبقة، الصور النمطية،
المعتقدات وهكذا. تكمن الميزة المشتركة بينهما في كيفية التعبير عن التمثل
الاجتماعي الذي يشكل الافراد والجماعات للتفاعل والتواصل. بكل وضوح، التمثلات هي
التي تشكل هذا الواقع الشبه فيزيقي والشبه خيالي، انه الواقع الاجتماعي.
فيما
يخص ظواهر التواصل، فهي تشير الى تبادلات الرسائل اللغوية و الغير اللغوية (صورة
حركات، الخ) بين الافراد والجماعات، كما تعتبر وسائل المستعملة من اجل نقل (ايصال)
مجموعة من المعلومات والتأثير على الاخر. انني استعمل المصطلح الشامل ”للتواصل
الاجتماعي” عن قصد، من اجل الاشارة الى احتواء هذا المصطلح ايضا للظواهر التواصلية
المكثفة، التاثير الجماعي (بروبغاندا، الاشهار، الخ) والسيرورات اللغوية الخاصة
والظواهر والدلالة. كما يشير ايضا الى الرموز المنتشرة في المجتمع، الى
السميولوجيا، والتي حسب ”سوسوغ” نفسه ”تشكل جوء من علم النفس الاجتماعي” وبالتالي
جزء من <علم النفس العام>. هذا التقريب يفرض نفسه، لانه حسب الملاحظة
الدقسقة لمونين ”فان نية التواصل” هي ”معيار الرسائل السيميولوجية”
اصبحنا
الان نمتلك الصيغة الثانية للتعريف، علم النفس الاجتماعي هو علم الظواهر
الايديولوجية (متمثلة في المعرفة الاجتماعية والتمثلات الاجتماعية)والظواهر
التواثلية. حسب مختلف مستويات (دواز، 1982) العلاقات الانسانية: العلاقات بين
الافراد، بين الافراد والجماعات وبين الجماعات، لكل من هذه الظواهر، نتوفر على شكل
مطور من المعارف، من النظريات او التجارب. فجميعا يسمح لنا بفهم النشاطات الذهنية
العليا وكذلك بعض المظاهر النفسية للحياة الاجتماعية للجماعات.
النظرة
السكوسوسيولوجية:
عندما
يتم تحديد محتوى علم من العلوم، آنذاك يمكن ان نعترف بخصوصيتها، ومعرفة ما يميزها
عن العلوم الأخرى. وهذا يبقى سؤالا من الصعوبة بمكان أن نجد له جوابا صافيا
ومرضيا، وكل جواب ستكون له ميزة اصطناعية شيئا ما. والأمر المؤكد: كما نه ليس هناك
حدود تفصل علم النفس الإجتماعي عن باقي مجالات علم النفس الأخرى كعلم النفس
الإكلينيكي، علم النفس الطفل، وأيضا ما يسمى علم النفس العام. كما انه لا توجد
حدود واضحة بينه وبين الانتروبولوجيا. فجميع هذه التخصصات تتقاسم نفس بعض الغايات
في دراسة التفاعلات الانسانية والجماعات الانسانية، بالإضافة الى استعمالها معا
لنفس بعض المفاهيم كالتمثلات، التأثير والتعلم، الخ. اذا كيف يتميز علم النفس
الاجتماعي عن باقي التخصصات الاخرى؟ للاجابة على هذا السؤال يجب علي سرد مجموعة من
التفسيرات التاريخية والمنطقية. سوف نبرز اهميتها الكبيرة، لكن سنعالجها فيما بعد
في ضوء نظرية العلوم. اظن اذا انه، عندما يتم تحديد النظرية، يلاحظ ان تخصصنا هذا
يختلف في الواقع بشكل أقل بحدوده بالمقارنة مع النظرة الخاصة به. ما يتعلمه
الممارسون، الباحثون، الطلبة خلال عملهم، هو اولا طريقة ملاحظة الظواهر والعلاقات.
في هذا المنحى، يمكن ان نؤكد بوجود نظرة سيكوسوسيولوجية، سوف أحاول ان أعطي عنها
فكرة فيما يلي.
سوف
نبدأ أولا بالطريقة التي ينظر بها الأخصائي النفسي والمتخصص في علم الإجتماع غالبا
للظواهر. يستعملون عادة شبكة في لقرائة ثنائية. هذه القرائة تعتمد على الفصل بين
الفاعل والموضوع، حيث يتم تقديمها وتعريفها باستقلالية الواحد عن الآخر. فالأخصائي
النفسي يضع الفرد في جهة وفي جهة أخرى يضع الموضوع. كما يمكن أن يضع من جهة لائحة
من الإستجابات ومن جهة أخرى يضع المثيرات. أيضا عندما ندرس الإدراك النظري نعتبر
أن الجهاز النظري، لون وشدة نقطة مضيئة، الطريقة التي يتفاعل بها أثناء تحفيزه
بالضوء. نفس الشيئ عندما ندرس السيرورات الذهنية، فغننا نهتم التي يعالج بها
الدماغ معلومة ما التي تأتيه من العالم الخارجي. ونريد أن نعلم كيف يتعلمها
ويحاولها الى سلوك معين. خطاطة العلاقة على الشكل التالي:
Sujet
individuel (ego ; organisme) -----> objet (environnement ; stimulus)
ونلاحظ
نفس الخطاطة تقريبا في جانب علم الإجتماع. فعوض الفرد نتحدث عن الجماعة (الطبقة
الإجتماعية، الجماعة، الدولة، الخ). وأيضا، نتعبر تعدد الأفراد الذين يتبادلون،
يتفاوضون ويتقاسمون نفس النظرة للعالم، إلخ. بالنسبة للموضوع، له هو أيضا قيمة
إجتماعية، يمكن أن يمثل مصلحة أو مؤسسة. بشكل آخر في بعض الأحيان يمكن ان يتكون من
أشخاص آخرين، جماعات أخرى، ويكونون ما يسمى المحيط الإنساني. بكل وضوح، في جميع
هذه الحالات، قد إهتممنا بفاعل وموضوع مختلفين حسب الميزات الإقتصادية أو
السياسية، الأخلاقية أو التاريخية. مهما كان التمييز، فإننا نسعى لمعرفة كيف تتصرف
مختلف طبقات الأفراد في المجتمع، تنتج التراتبية، تتقاسم الثروات أو تمارس سلطتها.
أو كيف أن فعل كل فرد له مصالحه الخاصة وله أهدافه الخاصة يتحول إلى فعل جماعي. لكن
ما وراء أكثر التفسيرات والتحاليل، نستخرج طريقة للرؤية موجهة بالشكل التالي:
ذات جماعي <............................................................. موضوع متميز إجتماعيا
متميز
حسب المميزات...................................................... موضوع ليس اجتماعيا
الاقتصادية
او التاريخية
بدون
شك، فأنا أبسط الأمر بشكل كبير. ربما علي أن أكتب كتابا حتى أبرهن على إدعاءاتي
وأبين الى اي حد تتناسب مع الواقع. واضيف ان مجموعة من الاخصائيين في علم النفس
الاجتماعي لجئوا الى خطاطات مشابهة وارتكبوا مجموعة من الاخطاء وسوء تفاهم. رغم
غاياتهم، رغم الاعمال التي استعانوا بها، هناك مميزة جزئية معيبة ملاحظة في
اعمالهم، كونهم قاموا باختزال الظواهر النفسة الاجتماعية في الظواهر النفسية
والظواهر الاجتماعية في الظواهر الفردية. لذا فالنظرة السيكوسوسيولوجية ثابتة.
تترجم بقرائة ثلاثية للأحداث وللعلاقات. فخصوصيتها تتجلى في تعويض العلاقة
الثنائية بين الفاعل والموضوع الموروثة من الفلسفة الكلاسيكية، بالعلاقة الثلاثية:
الفاعل الفردي-الفاعل الاجتماعي-الموضوع. للشرح بطريقة مختلفة،
الأنا-الغير-الموضوع. هذا يستدعي وساطة ثابتة، علاقة ثلاثية حسب الكلمة التي
استعملها الفيلسوف الامريكي بيرس.
لكن
هذه العالاقة بين الفاعل (الأنا) والفاعل (الغير) في علاقتهما بالموضوع يمكن
تصورها على أنها علاقة ثابتة ودينامية، بمعنى تكون راجعة الى ”الحضور المشترك” او
”التفاعل” والذي يترجم بالتغيرات التي تهم تفكير وسلوك كل طرف. في هذا الإطار يمكن
التمييز بين آليتين تشرحان بوضوح هذا التمييز. التيسير الإجتماعي من جهة والتأثير
الإجتماعي من جهة أخرى. فالاولى تحيل على ما يمكن ان يحدثه حضور بسيط لفرد او
لجماعة من تأثير على الفرد من حيث تفضيل او تعلم الاجوبة المألوفة والمتداولة اكثر
ولها طابع رسمي اقل. كانه مسير ومحجوز التفكير، فالفرد يعبر او يختار الاجوبة
المهيمنة، المشتركة جماعيا. والثانية تحيل على ان الفرد يكون خاضعا لضغط سلطة او
جماعة، يتبنى اراء وسلوكات السلطة او الجماعة. الحالة الاكثر تطرفا هي المرتبطة
بالخضوع للسلطة التي درسها ميلغرام: يستطيع شخص ان يوجه صدمات كهربائية لشخص آخر
لا يعرفه عندما يطلب منه ذلك.
يقودنا
هذا لتدقيق اكثر في الطريقة التي نكونها حول الغير (فردا او جماعة) من اجل تفسير العلاقات في الواقع، في الموضوع
الاجتماعي ام غير الاجتماعي، حقيقيا كان او رمزيا. في هذا الاطار فاننا ننظر للاخر
مماثل لنا، ”انا” اخرى، او الى اخر مختلف عنا. ومن هنا نميز بين الظواهر حسب كل
نظرة من النظرتين. يمكننا الذهاب في القول على ان اتجاهات النظرية والبحث تتعارض
حسب تصورها لهذا ”الغير”. اغلب البحوث ايضا المنجزة حول المجموعات لها ميل الى
تصور ”الغير” ك ”انا اخرى” مماثل ”للانا”. في السيكوميتري او لعب الدور، نطلب من
المشاركين بالتخاذ موقف الأخر، وان يضعوا انفسهم مكانه. وكل ما يحدث يتم تحليله
بدلالة قدرة استدخال هذا الموقف. في نفس الوقت، ففي الدراسات حول الامتثال نلتمس
وجود ميل عند الافراد في تقمص يشبههم، او في تقمص الاشخاص الذين نحب التشبه بهم.
بالنسبة للمنحرفين من المشاركين، الذين ليس لديهم مبدئيا لا راي وضعية خاصين به،
يميلون الى الحكم على ارائهم وتصرفاتهم انطلاقا من اراء الاغلبية الذين يجسدون
السلطة. فهم يمتثلون ليشبهوا لهؤلاء من الانا لغير المفضلة.
في
المقابل تنظر اتجاهات البحث من زاوية ضيقة، مطبوعة باختلاف عميق. في هذا السياق
اريد الحديث عن ابحاث حول التجديد، على سبيل المثال حيث ان الاقلية او الفرد
يعبران عن الاراء او الاحكام الخاصة بهما. فهما في مواجهة الاغلبية او سلطة التي
لها اراءها و احكامها الخاصة بها، والتي تمثل المعايير او الرثدوكسية، ان ما تبحث
عنه هذه الاقلية او هؤلاء الافراد هو الاعتراف لهم بهويتهم لهم بهويتهم الخاصة بهم
و اختلافهم الجلي. نلاحظ ان هذين الميكانزمين السيكوسوسيولوجيين الاساسين الاول
متعلق بالمقارنة الاجتماعية و الثاني متعلق بالاعتراف الاجتماعي مرتبطين بطريقتين
لادراك الاخر في المجال الجتماعي.
انطلاقا
من هذه الامثلة، يستنتج رؤية او نظرة تتجاوز الثنائية ”الذات الموضوع” حيث تنطلق
جملة من الوساطات المنشأة بالعلاقة الاساسية مع الاخر، اعترف انه انتقال ليس بصغير
في الشبكة العادية لقرائة علم النفس، وأحيانا علم الاجتماع، وايضا علم النفس
الاجتماعي الكلاسيكي المرتبط بالسلوكية. لكن نتحدث عن الانتقال الذي يغير كل شيئ.
يعطي اولا خصوصيته للنظرة السيكوسوسيلوجية، حيث ان Maurice-Merleau
Ponty كتب ”اذا طبقنا علم النفس الاجتماعي من حدث واحد سنكون خارج
الانطولوجيا المرتبطة بالموضوع، هذا قد يزيح البحث عن هدفه... فاذا اراد علم النفس
الاجتماعي رؤية المجتمع كما هو، لا يجب عليه الانطلاق من هذا المعطى الذي يشكل
اساسا جزءا من علم النفس الغربي، لاننا بتبنيه يمكن ان نتوقع الخلاصات. فهذه
الازاحة تسمح بالمرور من تصور ثنائي للعلاقات الانسانية والذي يعتبر الاكثر
انتشارا، لتصور ثلاثي اكثر غنا وتركيبا.
كل شيئ سوف يكون سهلا اذا إستطعنا ان نقول بدون تردد: يوجد الفرد ويوجد المجتمع. بكل وضوح نقولها لكم على الاصح الف مرة، وتبدون مستوعبين، بل ترون ما تشير اليه هذه الكلمات. نقبل جميعا ان هاتين العبارتين منفصلتين، كل واحدة مستقلة عن الاخرى ويمكن ان نعرف احداهما دون معرفة الاخرى، كعالمين مختلفين، ان قوة هذه النظرة لا حياد عنها، وكذلك الفرق التي تعالجه: الفرد يتم اختزاله فيما هو عضوي، والمجتمع مختزل في المؤسسات واجهزتها. وايضا من جهة فالاول وحيد (فريد) ومن جهة اخرى نجد الثانيمتعدد او جماعي. ولهذه النظرة اثر الفناه منذ مدة: مدخل التشارك الذي يحيل الفرد الى علم النفس، والمجتمع الى الاقتصاد او الى علم الاجتماع. هذه النتيجة يعبر عنها غالبا تحت شكل اكثر تجسدا: التحليل النفسي يهتم بالفرد والماركسية بالمجتمع، فمدخل من هذا النوع يوضح الافكار ويساهم بفاعلية على التعايش الهادف للعلوم والنظريات.

[1]la psychologie social
ترجمة
مقتطف من كتاب
لسيرج
موسكوفيسي
اضغط على الروابط في الأسفل لمشاهدة فيديوهات لسيرج موسكوفيسي
هل أعجبك الموضوع ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire